هل تحتاج حقًا إلى بروتين مصل اللبن (الواي بروتين) لبناء العضلات؟

مع الكثير من الضجة والمعلومات المتضاربة حول بروتين مصل اللبن المعروف بالواي بروتين، فكرت في دحض بعض الخرافات وإعادة تفنيد بعض المفاهيم الخاطئة حول بروتين الحليب المنتشر على نطاق واسع! مصل اللبن هو الجزء السائل من الحليب الذي يتبقى بعد تخثره وتصفيته أثناء إنتاج الجبن. يقال إنه يحسن عملية تخليق أو تصنيع البروتين العضلي ويعزز نمو كتلة أنسجة خالية من الدهون.

هل هذا البروتين حقاً فعال؟ هل نحن حقا بحاجة لتناوله؟ وما هي مقدار الكمية التي نحتاجها؟ هذه أسئلة شائعة يتم طرحها عليً كثيرًا بصفتي اختصاصية تغذية!

باختصار، مع اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على ما يكفي من الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، فإن مكملات البروتين ليست ضرورية لنمو العضلات. تشمل المصادر الطبيعية للبروتين اللحوم الخالية من الدهون مثل صدور الدجاج والأسماك والبيض وزبدة المكسرات الطبيعية مثل زبدة الفول السوداني وزبدة اللوز والزبادي اليوناني.

لا يزال البحث حول فعالية مصل اللبن في زيادة كتلة العضلات محل نقاش حيث تظهر العديد من الدراسات فائدته ولكن البعض الآخر لم يجده ذو فاعلية. قد تختلف النتائج أيضًا بين الأفراد بناء على أشكال أجسامهم، ونوع التمرين الذي يختارون ممارسته، وكمية البروتين التي يتناولونها بالفعل من الطعام اليومي.

بشكل عام، إذا كنتِ نشيطة على المستوى البدني بمعنى أنكِ تمارسين الرياضة بصورة ما بشكل منتظم، فقد يكون بروتين مصل اللبن مفيدًا لك ولكن من خلال الإعتدال في تناوله فقط. يمكن أن يؤدي تناول الكثير من بروتين مصل اللبن إلى زيادة الوزن، ويمكن أن يضع ضغطًا إضافيًا على كليتيك. بالنسبة للأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام، فإن الجرعة الموصى بتناولها يوميًا من البروتين هي 0.8 جم / كجم من وزن الجسم ويزداد هذا الرقم قليلاً إلى ما بين 1.2 جم / كجم -1.7 جم / كجم من وزن الجسم للأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يرغبون في زيادة الوزن؛ هذه ليست كمية كبيرة من البروتين ويمكن تحقيقها بسهولة من خلال نظام غذائي متوازن؛ غالبًا ما تؤدي إضافة مكملات بروتين مصل اللبن إلى تجاوز متطلبات الجسم اليومية المطلوب تناولها.

إن مكملات البروتين في بعض الأحيان تكون متاحة ويمكن الحصول عليها بسهولة بالإضافة لسهولة تحضيرها وتناولها، لذا إذا كنتِ ترغبين في تناولها، فمتى يكون الوقت المثالي لإضافتها لجدول التغذية الخاص بكِ؟ وما هي الكمية الأنسب؟

الدراسات حول التوقيت الأنسب لتناول المكملات هي أيضًا مثيرة للجدل وموضع اختلاف حيث تقول بعض الدراسات أنه لا يهُم كثيراً تحديد توقيت معين لتناول المكملات، بينما تظهر دراسات أخرى أنه من الأفضل تناولها في غُضون ثلاثين دقيقة بعد التمرين لأن هذا هو الوقت الذي تتم فيه عملية تخليق العضلات بصورة كبيرة مما يعني أن إمداد الجسم بالبروتين في هذا التوقيت من خلال المكملات الغذائية سيكون فعالاً.

نظرًا لأننا نحصل بالفعل على الكثير من البروتين في طعامنا اليومي، فقومي بإعداد مخفوق واحد من مكملات البروتين بعد كل تمرين بكمية تُقدر بحوالي 20-30 جم واختاري العلامات التجارية المصنوعة من مصل اللبن النقي الذي لا يحتوي على سكر أو مكونات صناعية. تجنبي تناول المكملات إذا كان لديكي أي مرض في الكلى أو مرض السكري.

أخيرًا، أنا من أشد المؤمنين بالعودة إلى الأساسيات عندما يتعلق الأمر بالتغذية واتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن بمكونات طبيعية وصحية. من خلال التخطيط السليم وخطة الوجبات المنظمة، يمكن تلبية احتياجات الفرد من البروتين بسهولة بالغة. لم يكن بروتين مصل اللبن موجودًا منذ سنوات، ومع ذلك كان الناس قادرين على تحقيق تصورهم عن البناء العضلي الذي يطمحون إليه، فما هو الاختلاف الآن؟ بالطبع يمكنك إستعمال مكملات البروتين ولكن بالوجبات المنظمة والنظام الغذائي المعتدل يمكنك أيضاً من الإستغناء عنها.