حِمية الكيتو أو الكيتو دايت:
ما هو الداعي وراء كل هذا الخلاف حوله؟ وما هو موقفنا من هذا النظام الغذائي؟
موازنة بين الإيجابيات والسلبيات
لقد اكتسب نظام الكيتو الغذائي شعبية متزايدة مؤخرًا وزاد عدد الأفراد الذين قرروا الالتزام به، ولكن هل نظام الكيتو هو النظام الغائي الأنسب بالفعل والطريقة المثلى للتعامل مع جسمك؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة…
ما هي حِمية الكيتو؟ وما هي الخطوط العريضة حول هذا النظام الغذائي؟
تتمثل الخصائص العامة والخطوط العريضة لنظام كيتو الغذائي في الاعتماد على الوجبات عالية الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات التي تدفع الجسم إلى حالة تعرف باسم الكيتوزية. تحدث الحالة الكيتونية عندما يستخدم جسمك الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من الكربوهيدرات المعتادة. نظام الكيتو الغذائي يُرحب بالدهون بعد عقود طويلة من التحذير منها في الأنظمة الغذائية التي سبقته.
يتكون النظام الغذائي الكيتوني النموذجي من 75٪ دهون و20٪ بروتين وحوالي 5٪ كربوهيدرات، لذا يُوصى في هذا النظام بأطعمة مثل الأسماك واللحوم والدجاج والبيض والدهون والخضروات منخفضة الكربوهيدرات؛ بينما الفواكه والخبز والمعكرونة والحبوب الكاملة وكذلك البقوليات غير مسموح بها.
ومع ذلك، قبل أن تقرر تجربته، فكر في إيجابياته وسلبياته أولاً:
ها هي الأخبار السيئة والجانب المظلم من القصة:
الكيتوزيه (الكيتونية): الحفاظ على النظام الغذائي الكيتوني والاستمرار في إتباعه لفترة طويلة سوف يتسبب في إنتاج الجسم لمستويات عالية من أحماض الدم مما قد يؤدي إلى تسمم الجسم وفي الحالات الشديدة إلى الغيبوبة.
التعب وانخفاض الطاقة: يحتاج دماغك إلى الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، وسيؤدي التخلص من الكربوهيدرات إلى إرهاق مزمن حتى يتكيف جسمك مع القيود والممنوعات الغذائية الجديدة التي لم يألفها جسمك بعد.
إنفلونزا الكيتو: هذا النوع من الأنفلونزا هو مجموعة من الأعراض التي يُعاني منها بعض الأشخاص عند بدء نظام كيتو الغذائي وذلك بسبب محاولات جسمهم للتأقلُم على الكميات القليلة من الكربوهيدرات. تَشمل الأعراض الشائعة الغثيان والقيء والإمساك والإسهال والصداع والتهيج والضعف وتشنجات العضلات وضعف التركيز وصعوبة النوم والرغبة الشديدة في تناول السكر. إن شُرب كمية كافية من الماء وتجنب ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة والحصول على قسط كافٍ من النوم كلها أمور مهمة للمساعدة في الوقاية من إنفلونزا الكيتو وتخطى هذه المرحلة بسهولة وبأقل درجة من المعاناة.
حصوات الكُلى: تظهر الأبحاث أن تكون حصوات الكلى هو من الآثار الجانبية الكبيرة لنظام كيتو الغذائي.
والآن حان دور الأخبار الجيدة والجانب المشرق من الأمر:
يساعد في إنقاص دهون الجسم: تظهر الأبحاث أن النظام الغذائي الكيتوني أو نظام الكيتو له تأثير كبير على فُقدان الدُهون بصورة ملحوظة. فمن خلال تجريد الجسم من مصدر الطاقة الرئيسي (الكربوهيدرات) يتم إجباره على التكيف باستخدام دهون الجسم كوقود. علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالدهون في تقليل الرغبة الشديدة في الأكل وزيادة الشعور بالشبع والامتلاء، مما يساعد في النهاية على التحكم في تناول الطعام.
قد يساعد في إعادة ضبط مقاومة الأنسولين: قد يساعد تناول كميات منخفضة من الكربوهيدرات لفترة مناسبة في تعزيز حساسيتك تجاه للأنسولين، مما يضمن إمكانية إعادة إنتاج الكربوهيدرات بأمان في مرحلة لاحقة دون أي آثار جانبية على الوزن. تشير الدراسات إلى أنه قد يساعد أيضًا في التحكم في مرض السكري من النوع 2 وتقليل أعراضه.
يساعد في إدارة التشنجات والصرَع: تظهر الدراسات أن النظام الغذائي الكيتوني فعّال بشكل خاص في تقليل النوبات والتشنجات العصبية بين الأشخاص المصابين بالصرع.
إذن، ما هو حُكمنا النهائي؟ أو ما هي خلاصة موقفنا من هذا النظام الغذائي؟
نحن نفهم أن كل شخص مختلف. ولذا فإن ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لك، فكما قُلنا من قبل إن تجربة تنظيم نمط الطعام ووضع نظام غذائي مناسب هي تجربة محددة وشخصية تخص كل طبيعة جسم.
على الرغم من أن نظام كيتو الغذائي غير مُخصص للاستخدام على المدى الطويل، فإنه قد يُعرضك لخطر الآثار الجانبية المختلفة. إنّ فهم إيجابيات وسلبيات ذلك، والتشاور مع اختصاصي تغذية وطبيب مُرخّصين، والأهم من ذلك الاستماع إلى جسدِك ومراقبة أي علامات أو إنذارات يقدمها لنا أمر مهم جدًا لفقدان الوزن بشكل مستدام وبصورة صحية تحافظ على الصحة العامة لأجسادنا.
في النهاية، يعد أسلوب الحياة الصحي القائم على جودة المكونات والاعتدال والتنوع والتوازن هو أفضل طريقة دائمًا!