زيادة نسبة فُقدان الشهية بين المراهقين:

تزداد نسبة فقدان الشهية من بين اضطرابات الأكل الأخرى في جميع أنحاء العالم وخاصة بين المراهقين. وفقًا للجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل، يعاني ما يصل إلى 30 مليون شخص من اضطرابات الأكل في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، ويصل هذا الرقم إلى حوالي 70 مليون مُصاب!

بصفتي متخصصًة في اضطرابات الأكل، يؤلمني أن أرى اضطرابات الأكل تُؤثّر على فتيات لا تتجاوز أعمارُهن التاسعة. المُحزِن في الأمر هو أن ما يدفع إلى بدء اضطراب الأكل هو محاولة اتباع نظام غذائي، أو بعض التعليقات غير المقصودة من أحد أفراد الأسرة حول الحاجة إلى إنقاص الوزن أو بعض التعليقات السلبية التي تخص شكل الجسم، أو المقارنات غير الصحية لشكل أجسامهم مع الأصدقاء والمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي. على الرغم من أن هذا هو المحفز ظاهريًا أو ما يتوقع الآخرين أنه كذلك، إلا أن اضطرابات الأكل نادرًا ما تتعلق بالطعام أو الرغبة في أن تكون نحيفًا بدلاً من ذلك فهي طريقة للتعامل مع المشاعر غير السارة والمثيرة للقلق و مواقف الضغط العصبي.

إذن، ما هي أكثر اضطرابات الأكل الأكثر شيوعًا؟

اضطرابات الأكل الأربعة الأكثر شيوعًا هي: فُقدان الشهية العصبي، والشَره المرضي العصبي، والشَراهة عند الأكل، وهَوس الاكل الصحي.

يتميز فُقدان الشهية العصبي بالقيود الشديدة و التجويع الذاتي الذي يفرضه الشخص على نفسه تِجاه تناول الطعام في كثير من الأحيان لدرجة الشعور الشديد بالجوع. بينما ينطوي الشره المرضي بشكل عام على تناول كميات كبيرة من الطعام ثم تعمد القيء للتخلص من السعرات الحرارية المُستهلكة. من ناحية أخرى، يستخدم الأشخاص الذين يفرطون في تناول الطعام كمصدر للراحة والتخلص من القلق، وغالبًا ما تكون كميات كبيرة من الطعام غير الصحي، ويعتمدون ذلك كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم. أخيرًا، هوس الأكل الصحي، أحد أحدث اضطرابات الأكل، يتميز بأنه الحاجة القهرية لتناول الطعام “الصحي للغاية” و إقتصار تناوله على عدد قليل من الأطعمة التي يعتبرها “مقبولة” مما يؤدي في النهاية إلى نظام غذائي مقيد يسبب نقصًا في المغذيات.

اضطرابات الأكل هي مرض عقلي وليست خيارًا لأسلوب الحياة يختاره الفرد بإرادته الحرة! لذلك يعتبر التعرف على أعراض و علامات الخطر الموجودة في ذلك الإضطراب أمر ضروري و يؤدي إلى إنقاذ حياة صاحبه.

لسُوء الحظ، لا يتم تشخيص العديد من المراهقين ولا يتلقون العلاج حتى تصل اضطرابات الأكل لديهم إلى مرحلة متقدمة.

أحد أسباب حدوث ذلك هو أن المراهقين الذين يعانون من اضطرابات الأكل غالبًا ما يكونون في حالة إنكار لحالتهم أو يحاولون إخفاء سلوكياتهم عن الجميع. بشكل عام، العائلة والأصدقاء أيضًا في حالة إنكار أو غير مدركين للعلامات والأعراض. لا تزال اضطرابات الأكل إلى حد ما من المحرمات في ثقافة الشرق الأوسط، كما أن الحصول على العلاج المناسب من قبل معالج مؤهل أمر لا يمكن الوصول إليه بسهولة في بعض الأحيان.

إليك بعض الأشياء التي يمكنك فعلها لمنع اضطرابات الأكل بين المراهقين

  • شجّع عادات الأكل الصحي مع تقديم أمثلة جيدة:

ناقش مخاطر الأنظمة الغذائية المبتذلة والإصلاحات السريعة وأنماط الأكل غير الصحية. تجنب اتباع نظام غذائي أو استخدام الطعام للتعامل مع المشاعر. التأكيد على نظام غذائي متنوع ومتوازن يعتمد على الأكل الحدسي وليس التقييد أو الحرمان. اجعل تناول الطعام مع العائلة عادة صحية و سلوك متبع.

  • تحدث إلى أبنائك المراهقين عن وسائل الإعلام ورسائلها حول احترام الذات وصورة الجسد.

علمهم أن يصبحوا مشاهدين ناقدين.

  • قم بتعزيز صورة سليمة لهم عن أجسادهم:

طمئن ابنك المراهق على أن أشكال الجسم تختلف وتتنوع من حيث الأشكال والأحجام. لا يحتاج الجسم السليم بالضرورة إلى النحافة. تجنب أي تعليقات أو ألقاب مؤذية حول وزن الشخص أو شكل جسمه

  • قم بتعزيز احترامهم لذواتهم:

ادعم أهداف ابنائك المراهقين، وصفق لهم على إنجازاتهم وامدحهم عندما يفعلون شيئًا صحيحًا. ذكّرهم أن حبك وقبولك لهم غير مشروط ولا يعتمد بالتأكيد على وزنهم أو مظهرهم.

عادة ما يكون أفضل نهج في العلاج هو الإعتماد على فريق متعدد التخصصات من المتخصصين في اضطرابات الأكل بما في ذلك الطبيب والأخصائي النفسي وخبير التغذية.

أخيرًا، إذا كنت قلقًا بشأن معاناة أحد أفراد أسرتك من اضطراب في الأكل، فمن المهم تشجيعه على طلب العلاج بأسرع ما يمكن لضمان أفضل فرصة للتعافي. لمزيد من المعلومات، لا تتردد في التواصل معي على [email protected].